تهرب الأطباء من ممارسة تخصصاتهم ..... الداء والدواء


الداء : 
التقيته في مؤتمر أقيم في العاصمة الرياض وهو مدير برنامج للدراسات العليا الطبية ومقرب من وزارة الصحة ودار الحديث حول عددا من الأطباء الذين عادوا لأرض المملكة بعد رحلة أبتعاث البعض منها بلغ 4 سنوات ، المؤسف أن عدد كبيرا منهم لما عادوا بعد البعثة رفضوا العمل في مجال تخصصهم الدقيق والذي أبتعثوا من أجله وتحول الكثير منهم الى العمل في الطب العام والبعض تحول إلى العمل الأداري كله تهربا من ممارسة التخصص الدقيق وأعباءه.
لاشك أن هذا هدر كبير لامبرر له وأني لأتعجب للواحد أوالواحدة يختار تخصصا طبيا دقيقا بمحض أرادته ثم يدرك -وبعد فوات الآوان- أن هذا التخصص لايناسبه حتى بعد حصوله على شهادة التخصص الدقيق.
هذه النوعية من الأطباء والطبيبات وللأسف تسببت في خسارة مزدوجة فمن جهة هذا النوع من الأطباء لا نتوقع منه أن يجود بكل ما لديه في مجال تخصصه لأنه وببساطه يكره التخصص ويندب حظه صبح مساء والخسارة الثانيه أنه بفعلته تلك أنما ضيع الفرصة على غيره من أطباء هذا الوطن الكريم الذين لديهم الرغبة القوية في  أن يتخصصوا في ذاك التخصص.
الدواء :
والذي أراه أن تتخذ أجراءات تصحيحية ترغم هولاء الأطباء على العودة الى مجالات تخصصاتهم الدقيقة
ومنها :
أن لا يتم تجديد رخصة مزاولة  مهنة الطب وفي التخصص الا بتوفر 3 مستندات (خطابات) مستلقة:
 1-  الخطاب الأول من مدير أو رئيس الوحدة أو الفرع الذي ينتمي إليه التخصص وفي الخطاب يذكر صراحة العبء السريري (عدد العيادات الفعلية وعدد المرضى فيها) عدد ايام المناوبات على أن يتم ذلك في كل سنة وأن يقارن عبئه بأعباء بأقرانه الأستشاريين في نفس التخصص
2- الخطاب الثاني من مدير المركز أو رئيس القسم يؤكد فيه ان الطبيب المذكور يمارس تخصصه الدقيق المنصوص عليه
3-الخطاب الثالث ويكون من مدير المنشئة الطبية يؤكد فيه ان الطبيب المذكور يمارس تخصصه الدقيق المنصوص عليه
ولأن الخطابات تعتبر وثائق رسمية كتبت لغرض رسمي وهو تجديد رخصة العمل الطبي المهني فبطلبنا 3 خطابات من 3 (مدراء) فأننا نرفع بذلك جميع  الحرج عن كاهل رئيس الوحدة وعن رئيس القسم وعم مدير المستشفى لأن لا واحد من المدراء الثلاثة سيكتب شيئا مخالفا الحقيقة.

نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97 ---- عام 1420 هجرية----2000 ميلادية

مواجهة الأخطاء الطبية



كتب محرر المجلة الطبية البريطانية (British Medical Journal) في مستهل عدد هذا الأسبوع أنه أدارة التحرير في المجلة  قررت أن يتم تخصيص كافة مقالات عدد هذا الأسبوع في كيفية  وسبل مواجهة الأخطاء الطبية وسبل التقليل منها وصولا الى منع حدوثها وتسأل المحرر (ريتشارد سمث) ما لو وضع على غلاف المجلة صورة لكارثة طائرة ركاب متحطمة . وشدد المحرر أنه من الضروري أن يدرك الأطباء و المرضى ، والسياسيين في جميع أنحاء العالم حجم المشكلة وعلى أن ماقامت به المجلة هذا الأسبوع ماهو الا الخطوة الأولى على طريق طويل تهدف إلى التقليل من الأخطاء في مجال الرعاية الصحية وصولا بها الى معدلات منخفضة كتلك التي تم الوصول اليها في مؤسسات ذات المخاطر العالية مثل مؤسسات الطيران المدني.
أقول وبالفعل كان عدد هذا الأسبوع حافلا بمحاور مهمة تعزّز من سلامة المرضى وسوف أتناول بعض هذه المحاور في كتابات قادمة وأني لأنصح كل طبيب بقراءة العدد فهو مفيد للغاية.

نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97 ---- عام 1420 هجرية

أزمة شتاء تعصف بالنظام الصحي البريطاني




تناولت المجلة الطبية البريطانية  (British Medical Journal) في عدد هذا الأسبوع أسباب وتداعيات الأزمة الخانقة التي تواجه النظام الصحي البريطاني وقد أطلع وزير الصحة الدكتور فرانك دبسون مجلس العموم البريطاني عن الأجراءات التي أتختها وزارته للتخفيف من حدة الأزمة الصحية التي يعيشها النظام الصحي الكلي البريطاني  ويأتي ذلك بعد أسبوعين من الأنتقادات اللاذعة  التي أطلقها أعضاء كبار في مجلس العموم عن هشاشة النظام الصحي البريطاني في مواجهة الأزمات مذكرا المجلس أن الحكومة (حكومة العمال) خصصت لهذا العام مبلغا أضافيا لدعم النظام الصحي تجاوز 200 مليون جنيه استرليني.
وتناولت المقالات عدة أسباب يمكن أجمالها في الأسباب الرئيسية التالية: 
* شغل أكثر من 95% من الأسرة الطبية في كافة المستويات قبل بداية شتاء هذا العام
* أكثرمن 60% من الفئات الطبية الهشة لم يتم تطعيمها بلقاح الأنلفونزا هذا العام
* الأنلفونزا تسببت في غياب 20% من الممرضات وخصوصا في اقسام الطواريء 
* أنلفونزا هذا الشتاء ربما تكون من سلالة أكثر ضراوة من سُلالات الأعوام السابقة
* كثرة الحوادث الشديدة والمتوسطة بسبب ثلوج هذا الشتاء الكثيفة
* شح كبير في أعداد التمريض المؤهل 
نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97 ---- عام 1420 هجرية

الأختصارات الطبية وسلامة المريض

ذكرت بعض الدراسات  أن بعض الأخطاء الطبية الجسيمة كان سببها الأساسي حصول لبس أو خطأ  في تفسير أو قراءة الأختصارات  الطبية والمعروف أن الحقل الطبي فيه قرابة 1000 مختصر ذات أستعمال يومي من ما مجموعه 25000 مختصر طبي بعض هذه الأختصارات  الطبية ذات الأستعمال الشائع جدا كانت سببا في حدوث الكثير من المآسي الطبية ، في الجدول المرفق أقتصرت على ذكر أشهرها والطريقة الصحيحة لكتابتها.

نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97 عام 1420 هجرية

أقسام الطوارئ وسلامة المريض



بينت دراسات عديدة أجريت مابين الأعوام 1995-2000 أن مانسبته 25-34% ممن تلقوا الرعاية الطبية في أقسام الطوارئ في الولايات المتحدة الأمريكية تعرضوا لـ(حوادث سلبية) (preventable adverse events) أثناء تلقيهم للعلاج في أقسام الطوارىء وهذه الحوادث تصنف على أنها يمكن الوقاية منها بل وتلافيها بنسبة 100%.
وبينت هذه الدراسات وجود  3 عوامل رئيسية متورطة في حدوث مثل هذه الأحداث وهي:

أولا : أستخدام أطباء غير أكفاء والكثير منهم غير مدّرب بكفاية للعمل في مجال رعاية حالات الأسعاف والطواريء.

ثانيا : تذبذب الطلب على خدمات أقسام الطوارئ الطبية ، مما يؤدي إلى رعاية طبية منقوصة وغير  متكافئة، أو حتى مختصرة في الكثير من الأحيان.
 
ثالثا : ضيق الوقت المتاح للفريق الطبي في أقسام الطوارئ للوصول إلى التشخيص النهائي.

لاشك أن هذه النسبة حتى في حدها الأدنى وهو 25% والتي توصلت لها تلك الدراسات نسبة غير مقبولة في مفهوم سلامة المريض خصوصا أذا علمنا أن خدمات أقسام الطوارئ هي نقطة الدخول الرئيسية للمرضى المصابين بالأمراض الحادة.


نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97 عام 1420 هجرية

أشهر جراح أمريكي للدماغ يغادر عمله في كلية الطب



غادر البروفيسور (G.H) قبل أشهر وظيفته كأستاذ الجراحة  وككبير جراحي المخ والأعصاب في قسم جراحة المخ والأعصاب في كلية الطب التابعة لجامعة ولاية بنسلفينيا 
ولقد أمضى البروفيسور(G.H) في كلية الطب والمستشفى الجامعي التابع لها قرابة 20 عاما.
ويقول كاتب هذه السطور الدكتور محسن العطيات أن مغادرة البروفيسور تاتي نتيجة حتمية للأنتقادات الحادة من جهة ومحاولة من البروفيسور للأبتعاد عن المشهد.
وكان البروفيسور قد أتهم من قبل عدد كبير من جراحي المخ والأعصاب في امريكا بأنه يقوم بممارسات طبية (غير أخلاقية وغير طبيعية وغير مقبولة طبيا)  
ويؤكد أتهاماتهم أنه بالفعل قد تسبب في وفاة 3 من الأمريكين بسبب أخطاء طبية فاضحة  وتسبب في الحاق الضرر والشلل لأكثر من 7 مرضى.
وتعود قصة البروفيسور (G.H) الى بضع سنوات وتحديدا في آواخر عام 1990 حيث بدأ بأجراء تجارب (بشرية) للسيطرة على الصرع من خلال الجراحة في بؤرة الصرع  وكان ضحيه تجاربه الأولى المريض الأمريكي السيد (W.N) والذي كان يعاني من صرع مزمن منذ طفولته )  وتقوم طريقة البروفيسور (G.H)  أن يضع مستشعرات كهربائية (electrodes) لرسم خارطة  كهربائية توضح بؤرة الصرع في الدماغ  وهذا ماتم فعله للمريض غير أنه وفي محاولات يائسة لأفاقة السيد (W.N) من أثر التخدير العام تبين أن (W.N)  في غيبوبة عميقة وبينت أشعة الدماغ العاجلة وجود تجمع دموي كبير سببه على الأرجح تمزق شريان دماغي وبينت الأشاعة أن المستشعرات تم غرسها عميقا في مادة الدماغ  بدلا من وضعها على سطح الدماغ كما يفترض وبالرغم من أجراء جراحة عاجلة للمريض وازالة الدماء والخثرات من دماغه الا أنه فارق الحياة.(أنظر صورة الضحية الأولى أعلاه)

وتأتي الضحية الثاني للبروفيسور (G.H) في أواخر عام 1992 للمريض (N.W) والذي كلن يبلغ من العمر 30 عاما والذي  كان أيضا يعاني من الصرع وخضع لنفس الأجراء الطبي وحصل له ما حصل للمريض الأول غير أنه المريض (G.H) تم أنقاذه بعد تدخل جراحي سريع  لكنه عاش بشلل نصفي 
على أثر ذلك طللبت والدة المريض الأخير (N.W) بتشكيل لجنة مستقلة متهمة البروفيسور (G.H)  بأحداث عاهة مستديمة في أبنها وتشكلت اللجنة من أربعة من جراحي المخ والأعصاب للنظر في الأدعاء وتبين للجنة أن من كان يقوم بوضع المستشعرات لم يكن البروفيسور وانما كان الأطباء المقيمون في قسم جراحة المخ والأعصاب وكان دور البروفيسور هو التدخل أذا ما طلبوا منه ذلك.
يذكر أن البروفيسر قام بهذا الأجراء الطبي لأكثر من 150 حالة صرع مابين 1990-1997  ولم تذكر التقارير ماذا حصل لها.


نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97 عام 1419 هجرية

مأساة السيد (هـ.ج)

تعرض السيد (هـ.ج) وهو ضابط  أمريكي متقاعد والبالغ من العمر 60 عاما لنوبة أنفلونزا قوية في أواسط عام 1997 وأستمر في نوبات السعال لقرابة 3 أشهر وتم تنويمه في المستشفى وأجريت له عدة فحوصات للوقوف على أسباب هذا السعال المزمن وخصوصا أن هناك تغيرات واضحة في اشعة الصدر في منطقة محصورة في الجزء السفلي من الرئة اليمنى وقرر الأطباء أخيرا أخذ عينة من نسيج الرئة  اليمنى للوقوف على كنه وسبب ذلك التغير الشعاعي وبعد أيام ظهرت نتيجة تحليل العينه الصادمه أنه ---- (سرطان الرئة)  --- وبعد التعافي من هول الصدمة أخبره أطباءه أن كل  مايحتاجه للشفاء التام هو  الخضوع لعملية أستئصال رئته اليمنى وتم أجراء عملية استئصال الرئة اليمنى له في ديسمبر  1997  وخرج من المستشفى بعد أسبوعين.
وبالرغم من تطمينات الأطباء أن العلاج الجذري والنهائي قد تم تقديمه وأن عليه أن يعيش حياته لان السرطان لديه كان محصورا في الرئة اليمنى ولا دليل على وجود أي أنتشار للسرطان لا موضعيا ولا لبقية  أعضاء الجسم - الا أن السيد (هـ.ج) طلب من المستشفى بتزويده بالعينات التي أخذت من رئته  لأنه يريد أن يعرضها على أطباء آخرين في ولاية اخرى على سبيل المشورة الطبية 
دلت المراجعات المتكررة للعينات أنها نتيجة  (التهابات) وليس هناك أي دليل على وجود خلايا سرطانية وأنه لا مبرر ابدا  لأستاصال رئته اليمنى عندها أنهار السيد (هـ.ج) وزوجته عند سماع هذه الأخبار المؤلمة وقررا رفع قضية على المستشفى بتهمة "خطأ طبي جسيم"

نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97 عام 1419 هجرية      

أحتجاج من جراح

وردتني في الأسبوع الماضي رسالة الكترونية مطوّلة من قارئ كريم للمدونة قال فيها أنه (طبيب سعودي) مقيم يدرس تخصص الجراحة العامة  في أونتاريو - كندا وأنه بالصدفة مر بصورة قادته للوصول الى هذه المدونة وبحسب رأيه أن ما يكتب في هذه المدونة يسيء وبشكل واضح للطب الأمريكي ويعكس صورة غير حقيقة ويرى أن في ما يكتب في هذا الموقع  فيه تسليط الضوء وتضخيم كبير لحالات طبية (معزولة) وأظهارها وكأنها تحدث كل يوم وشدد على أن النظام الطبي الأمريكي هو المثل الأعلى.
لا شك أن مرورك أخي الطبيب السعودي مما يسعدني وأنني في هذه المدونة أتطرق فيها للرسائل التي توجه النقد الأيجابي أو السلبي ولعل رسالتك هي الأولى في هذا الشان وتضمين مفهومها في هذه التدوينة هو لإيماني بالنظر والتبصر في رأي الآخر وعدم الغاءه وتهميشه.
أما قولك أنني أسيء للطب الأمريكي بنشر هذه الحالات فأقول أن الهدف من هذه المدونة هو اشاعة ثقافة سلامة المريض وأنا لا أكشف اسرارا وكل ما أعرضه في المدونة  تحصلت عليه من مصادر موثوقة والكثير من هذه الحالات  معروفة للعلن
أما قولك بأن ما اعرضه في المدونة هي حالات معزولة وليست قاعدة فأقول لتفنيد رأيك هذا أن ما أعرضه في موقع سلامة المريض 97 هو جزء يسير مما وقعت عليه ولو نشرت فيه كل ما أعلم من الاخطاء الطبية الجسيمة التي تقع كل ساعة في أمريكا لأصابك واصاب غيرك بصدمة عظيمة ولأفقدك الثقة تماما في الطب الأمريكي --- ولا أعمم فهناك مراكز طبية أمريكية ممتازة- ولكني فضلت التوازن في الطرح وأريد التاكيد لك وللقراء الكرام أن ما يتم نشره في موقع سلامة المريض 97 ما هو الا (الجزء المنظور من جبل الجليد) فما خفي أعظم
وأني لأسأل الله لك التوفيق والنجاح وان تعود سريعا لأرض الوطن لتساهم مع زملائك الأطباء في النهوض بالرعاية الصحية 
 في مملكتنا الحبيبة وبلغ سلامي وتحياتي لكل من تراه.
 أما سؤالك عني فانا أخصائي أول طب أطفال (أعتقد تسمونه استشاري مشارك - حسب التصنيف الكندي)  كلية الطب جامعة الملك سعود.

نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97 عام 1419 هجرية

بوسطن غلوب والذكرى المؤلمة



الصحفية الأمريكية في صحيفة (بوسطن غلوب) بتسي لهمان ذات الـ 38 ربيعا وهي أم لطفلين وتتولى تحرير عمود صحفي يعنى بمواضيع الصحة منذ عام 1980 ، شُخصت السيدة لهمان عام 1996 بداء سرطان الثدي وتبين للأطباء في مركز (دانا فاربر) للسرطان أن الداء منتشر في بقية أعضاء جسمها وخصوصا الرئتين وعليه فقد أخضعت لهمان للعلاج الكيماوي المكثف وأستعمال علاج واعد  أسمه (سايتوكسان) وكان في نفس الجناح سيدة أخرى شابة كانت هي إيضا تعاني تقريبا من نفس حالة سرطان الثدي وكان منتشرا إيضا بجسدها ولقد نشأت صداقة بين المريضتين غير أن المريضة ماتت في اليوم الثالث من تلقي العلاج بهذا العقار وأخذت لهمان تتسأل عن سبب موت صديقتها المفاجيء والسريع غير أن لا أحد من الأطباء أستطاع أن يجيب على أسئلة السيدة لهمان مما حدى بزوج لهمان بسؤال احد أطباء الأورام في مستشفى آخر فرد عليه بأن السبب المحتمل هو فشل القلب الحاد بسبب (سايتوكسان) وأكد له أن ذلك يحدث فقط في حيوانات التجارب وليس في الأنسان لأن الجرعات التي تعطى للمرضى البشر "محسوبة" وأرتكازا على هذه المعلومات الهامة طلب زوج لهمان من أطباء مركز (دانا فاربر) المشرفين على زوجته أن يجرى لها تخطيط للقلب للأطمئنان وللوقوف على حالتة قلبها ولقد بين تخطيط القلب أن قلب زوجته أصابه الضرر لكن الأطباء أكدوا للسيدة لهمان وزوجها بأن هذه التغيرات في تخطيط القلب ليست خطيرة بل مألوفة أثناء العلاج وستزول سريعا بعد أتمام العلاج وكان ذلك في اليوم الثالث من خطة العلاج ، وبعد أن تلقت السيدة لهمان جرعة اليوم الرابع وبعد أن غادرتها الممرضات للسماح لها بالراحة شعرت لهمان بشعور غريب فأتصلت على الفور بالمنزل لكنها لم تجد زوجها فتركت له رسالة صوتية بصوت ضعيف ومتقطع "انا بيتسي . أرجوك تعال بسرعة ، أشعر بخوف شديد ، أنا قلقة جدا ، لا أشعر أني بخير .... أرجوك ساعدني"

هرع الزوج للمركز ودخل غرفة زوجته ليجد الأطباء حول سريرها وهم جميعا في صمت مطبق ووجوم كبير ... نعم لقد ماتت بيتسي"   

بينّت التحقيقات أن كلتا المريضتان تم حقنهما بجرعات عالية جدا من مضاد السرطان (سايتوكسان) وهو علاج قوي ضد أنواع كثيرة من السرطان وجرعته الأعتيادية حوالي 1000 ملجرام لأربعة أو خمسة أيام متتالية غير أن السيدتان تم حقن كل واحدة منهما بجرعة مقدارها 6000 (ستة ألآلاف) ملجرام يوميا مما تسبب بفشل حاد في القلب ومن ثم وفاتهما.
أما ستيفن سالان كبير الأطباء في مركز (دانا فاربر) للسرطان فأعرب عن أسفه وحزنه الشديد على حدوث مثل هذا الخطأ الجسيم والذي لايليق بسمعة المركز كواحد من أنجح 3 مراكز طبية متخصصة لعلاج السرطان في الولايات الأمريكية ووعد بمراجعات دقيقة وشاملة لأداء المركز والعاملين فيه.

نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض عام 1419 هجرية

هل مات عبدالناصر بسبب تقصير طبي؟

جمال عبد الناصر -رحمه الله -  (1918 - 1970).هـو رئيس جمهورية مصر الثاني بعد زميله محمد نجيب . تولى عبدالناصر زعامة جمهورية مصر العربية في الفترة ما بين  سنة 1954 إلى  سنة 1970. وهو عرّاب الوحدة مع سوريا فيما كان يعرف بـ "الجمهورية العربية المتحدة" وكان من أبرز مؤسسي حركة "عدم الانحياز" الدولية.
عبد الناصر شخصية  سياسية بارزه في الوطن العربي الكبير ولعله الزعيم العربي الأكثر شعـبـية وتاثيرا في الشعوب العربية  ولا يكـاد يزاحمه في ذلك الا جلالة الملك فيصل آل سعود- رحمه الله - ملك المملكة العربيه السعودية

كان عـبدالناصر يؤمن بأفكار التحرر من الهيمنة (الغربية) وله في ذلك نهج عرف فـيما بعـد بأسمه (النهج الناصري)
الهبت خطابات عبدالناصر التي كانت تبثها أذاعة (صوت العرب) مشاعر وأفـئـدة الشعـوب العربية من المحيط حتى الخليج
كان عبدالناصر - رحمه الله - يعاني من متاعب صحية في القلب وكان يتلقى العلاج في كان يعرف آنذاك بـ(الأتحاد السوفيتي)
وكان يذهب إليه سرا وجهرا (كزيارة رسمية) ويرافقه عدد قليل جدا من الأطباء المصريين  (الكتومين) وكان يعـالجه كبير أطباء الكرملن الدكتور (يفجني شازوف) وهو طبيب قلب روسي مشهـور كان يتولى علاج (قلوب) زعماء أكثر من 16 دولة كلها تناصب أمريكا والغرب العداء
مشاكل عبدالناصر القلبية وذهابه المتكرر إلى روسيا
ذكرها كبير أطباء الكرملين (يفجني شازوف) في كتابه (Здоровье и власть) ويلفظ (زيديروفيي أي فلاست) أي (الصحة والقوة) الذي صدر عام  1992والذي أسهب فيه عن وصف الحالة الصحية للكثير من الزعماء وخصوصا الرئيس المصري عبدالناصر والرئيس الجزائري الهواري بو مدين
والمعروف لدينا معشر الأطباء أن الطب البريطاني أو الأمريكي هو أكثر تـقـدما وبمراحل أذا ما قورن بنظيره السوفيتي وخصوصا في أمراض القلب وأسلوب معالجتها
فهل أدى العداء لأمريكا وبريطانيا إلى أن يـقـود (كبرياء) عبدالناصر و معه (قـلبه) المتعب إلى الأطباء السوفيت هل فعل ذلك لكي لا يعلم الأمريكان سر مرضه.
يذكر أن عبدالناصر مات عن عمر 50 سنة بسبب (أزمة قلبية) مفاجئة لم تمهله طويلا وبالرغم من مرور السنوات الطويله على رحيله رحمه الله الا أن عبد الناصر سيبقى رمزا للحرية وللصمود والكرامة العربية
نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97  عام 1419 هـ

ثلاثة أجيال تحت نظام صحي واحد

أجتماع تاريخي ذلك الذي عقدناه الأسبوع الماضي في صيف حار لاهب في عاصمة الطب -- مدينة الرياض .
في الأجتماع ظهر واضحا حماس وأندفاع الأطباء (الصغار) وحكمة وحنكة وحذر الأطباء (الكبار) ، فالأمر الذي ناقشناه في الأسبوع الماضي يمس وبشكل مباشر وفي الصميم سيرورة العمل في وحدة الأسعاف .

فقد كنت (كاتب هذه السطور) من أكثر وأشد المنتقدين لسير العمل فيه سرا وجهرا وعليه فليس غريبا أن أكون أحد المدعوين لهذا الاجتماع (المصيري).

كان الدخول إلى خدمة الأسعاف يقوم على مبدأ التقييم ثم يعطى المريض رقما لينتظر دوره ومن يقوم على التقييم (ممرضات) لديهن القليل من اللغة العربية (الدارجة).

أذا فهناك (رقم) يتعبه الأنخراط في صف طويل من الأنتظار ولطالما سمعت نداء الأستغاثة الأزرق (Code Blue) ليشير إلى وقائع حرجة للمرضى كانوا ينتظرون دورهم ، لقد كان هذا مبعث أستيائي ونقدي الشديد والجارح أحيانا وكنت أتعجب -- ولي الحق - هل يصنع الأطباء الأنظمة الآمنة أم ينخرطون (طوعا أو كرها) في أنظمة طبية (بائسة) لا تراعي أدنى معايير سلامة المرضى

أتـفـقـنا- والحمد لله - وبعد عدة أجتماعات جانبية و(عملية) متقاربة وكنت أظن غير ذلك  للتباين الشديد في الآراء - لأن طريقة العمل (الجديدة) المقترحة هي تغيير (شامل) حتى لما أعتادت عليه كل المستشفيات في الشرق والغرب في داخل مملكتنا الحبيبة وخارجها ، فأسلوب العمل (الجديد) يقوم على أن (الأطباء) هم من يقوم على تقـيـيم ومن ثم تصنيف المرضى وليس الـ(ممرضات) كما جرت العادة ، وتصنيف حالات المرضى يتم بوضع لون من ثلاثة ألوان
أحمر : يعاين المريض (فورا) في غرفة مجهزة لأسوا الأحتمالات
أخضر : يعاين المريض في وقت لا يتجاوز 30 دقيقة
أصفر : يعاين المريض في وقت لا يتجاوز 120 دقيقة
 
 لا شلك أن المضي في هذا الأسلوب الجديد في سير العمل سيجلب علينا - أطباء وطواقم طبية وأدارية -الكثير من المتاعب والسخط وحتى الأهانات والتهديدات اللفظية والفعلية وستنهال الشكاوى للأدارة العليا كالسيل العارم الذي لا ينتهي 
كل ذلك سيأتي من لدن من كان (مستفيدا) من أستمرار الوضع (السابق) ولكن علينا أن نمضي- جميعا- وأن يوآزر بعضنا بعضا فتغيير طريقة عمل أعتاد عليها المجتمع والأطباء و حتى الأدارة لأجيال متعاقبة لن يمر مرور السحاب وأن أعداد الممرضات والاطباء  والأدارة "نفسيا" لهذا التغيير والمنعرج الحاد لا يقل أهمية عن تهيئة الأسعاف "مكانيا" ليتوافق مع التغيير الشامل القادم 
قال لي زميل ممن حضروا الأجتماع معنا...هل سننجح ؟ 
فكان جوابي -- نعم -- بالتأكيد أن شاء الله 
قلتها وكلي ثقة لاننا طبقـنا الأسس العلمية والعملية لحل أي مشكلة وهي ثلاثة في نظري المتواضع :
الأدراك بوجود المشكلة : فقد أدركنا جميعا أن هناك مشكلة
أقتراح الحلول الصائبة لها : وهذا ماتم بالفعل في هذا الأجتماع
صدق النوايا في تطبيق الحلول : وهذا ما ستـثبته أو تدحضه الأيام القادمة
وقلت له ونحن نفـترق ، أن غدا لناظره قريب. 

نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97  عام 1419 هـ
 

العين العمياء

رواية للأمريكي (جيمس ستيوارت) أطلقها العام الماضي 1999 وحـقـقت مبيعات ممتازة.
والرواية تدور حول طبيب  أسمه (ميتشيل سونقو) وهو طبيب "أشـقـر" وعلى درجة عالية من الوسامة والجاذبية ولا تتردد أي منشأة صحية بالـقـبول به وهو بحسب الرواية "هدية من السماء".
درس الدكتور (ميتشيل) في كلية الطب بجامعة ولاية أوهايو (Ohio State University) ذات السمعة العريقة  
وكان يجد طريقه إلى مستشفى الجامعة بحكم طبيعته كطالب طب فكان يدخل إلى غرفة المريض بهدف أخذ معلومات والفحص وما أن يغادر الغرفة حتى تجد الممرضة أن المريض قد فارق الحياة ، تكرر ذلك كثيرا حتى أن زميل له قال له ذات يوم "عما قريب سيمنحونك رخصة مضاعفة للقتل ".
وبالفعل تخرج (ميتشيل) ليقضى فترة الأمتياز (Internship) في ذات المستشفى.
 لاحظت ممرضة ذات ليلة دخول الدكتور (ميتشيل) وهو يحمل أبرة في يده لغرفة أحد المرضى وثم خروجه مسرعا منها وعندما دخلتها لتـتـفـقـد مريضها وجدته ميتا ، لقد تكرر الفعل من طبيب الأمتياز الدكتور (ميتشيل) لأكثر من مرة .
وبعد أن قضى سنة الأمتياز وفيها قضى على عدد لابأس به من المرضى وبحسب الرواية ، أنتقـل الدكتور (ميتشيل) إلى جنوب داكوتا (Dakota) لينخرط في برنامج أقامة (Residency) في الطب الباطني وأستمر الدكتور (ميتشيل) بقـتل مرضاه عن طريق الحقن وبالرغم من توافر الشكوك الكبيرة وشبه الجازمة حول سلوك الطبيب المقيم (ميتشيل) وأنه يتعمد قـتل بعض مرضاه بحقنهم الا أن "أدارة" المستـشفى قامت بتكذيب هذه الحوادث بل وحتى قامت بتهديد الممرضات والطلب إليهن بالصمت.
وبعد أن أنتهى من برنامج الأقامة أنضم وعلى الفور إلى برنامج  "الأمراض النفسية" (Psy­chiatry) في مدينة نيويورك (New York) وفيها إيضا أستمر الدكتور(ميتشيل) في قتل ما يريد من المرضى ولكن ذات يوم طلب المدير الطبى منه الرحيل بصمت أنما فعل ذلك خوفا من التبعات القانونية والأضرار بسمعة المنشأة فيما لو أحال الدكتور (ميتشيل) إلى التحقيق.
أنتقل الدكتور ميتشيل إلى أفريقيا وبالتحديد إلى زامبيا Zambia وفيها أعتقلته السلطات الزامبية بعد أسابيع بتهمة قتل بعض المرضى وتم تسليمه إلى بلده أمريكا.
تبين للمحققين في أمريكا وبعد دراسة حالته أنه متشبع ومؤمن بأفكار تدعو إلى القتل الجماعي وأنه يمجد (جم جونز) وما قام به وكذلك القادة النازيون كما عثروا أثناء تفتيش منزله على كمية من المخدرات وصور لحوادث سيارات مميتة .
أوُدع الدكتور (ميتشيل) السجن بتهمة تعاطي "المخدرات" ولم يرد غير ذلك في لائحة الأتهام.

ما يستفاد من الرواية (بحسب كاتب هذه السطور):

- أستعمل ستيورات كلمة (عين) وليس (عيون) وفي ذلك كناية عن الأفراد وعدم التعميم  ، فليست كل المنشئأت الصحية عمياء

- أن تركيز الروائي (ستيوارت) على الصفات (البدنية) لبطل روايته و أنه على درجة عالية من الوسامة  والصفات (النفسية) بكونه محبوب ولطيف ومهذب للغاية  وأنه "هبة من السماء" كل ذلك ساعد كثيرا في أخفاء (الأخطاء القاتلة) التي أرتكبها بطل الرواية ، فعين الرضى عن كل عيب كليلة
    
- ذكر الروائي (ستيوارث) أن بطل روايته "أشقر" اللون وكأني أستخلص من ذلك أنه يريد التأصيل أي أنه يتحدث عن "أمريكي أصلي" ولو أختار لون آخر لذهب القارئ أن البطل قد يكون وافدا أو ولد لأسرة مهاجرة لديها ثقافتها ومعتقداتها والتي لم تتغير ، أجد في ذلك كناية واضحة للنظام الصحي  الأمريكي "الأشقر"
 
- أن الأطباء في نهاية المطاف (بشر) والبعض لديه معتقدات 
         وسلوكيات قد تؤذي أوتسبب في وفيات المرضى وهذا بدا 
        واضحا بالتأثير بافكار "القتل الجماعي".

- فشل (النظام) الطبي التعليمي الأمريكى في كشفه وحرص 
       المسؤلين على "السمعة" حتى لو أدى ذلك إلى فقد الأرواح

- أختيار (زامبيا) ليس عبثا ، لقد أستطاعت السلطات فيها من 
        كشف ممارسات الدكتور (ميتشيل) بعد أسابيع قليلة من 
       وصوله إليها بينما فشلت (أمريكا) ولسنوات طويله من كشفه وتقديمه للعدالة

يأتي نشر هذه الرواية المخيفة والمرعبة وذالت الدلالات العميقة في الوقت الذي يعيش فيه الطب الأمريكي أسوأ مراحل عدم الثقة بسبب تواتر الأخبار عن الأخطاء الطبية الجسيمة والتي تفوق الخيال         
 
نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97  عام 1420 هـ
 


لماذا التبليغ عن الأخطاء الطبية يجب أن يكون أختياريا

كتب الدكتور (ميشيل كوهن) في مارس الماضي لعام 2000 مقالا في المجلة الطبية البريطانية  (British Medical Journal
مشددا على ضرورة أن يكون التبليغ عن الأخطاء الطبية (أختياريا) وأن لا ينال المُبلغ (بضم الميم وتشديد اللام) لوم أو عقاب.
وهذا التوجّه من الدكتور (كوهين) هو على النقيض تماما من موقف بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي والذين طالبوا في جلسات عقدت قبل عدة أشهر من أدراة الرئيس (كلينتون) أن يكون التبليغ عن الأخطاء الطبية (أجباريا) وورد على لسان غير واحد من الشيوخ قولهم أن كان الطيارون يبلغون عن أخطائهم بشكل (أجباري) فأن على الأطباء أن يحذوا حذوهم.
وسبق أن شدد الدكتور (كوهن) في مقال نشر في الدورية التي يصدرها المعهد الذي يرأسه  على أن التبليغ الأختياري عن الأخطاء هو أفضل سياسية يمكن أن تنتهجها القطاعات الصحية العامة كانت أو الخاصة. 
الجدير بالذكر أن الدكتور (كوهين) هو رئيس معهد الممارسات الدوائية الآمنة الأمريكي (Institute for Safe Medication Practices) 
نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97  عام 1420 هـ


أنواع الأخطاء الطبية بحسب الدكتور ليب وآخرون

أخطاء تشخيصية
خطأ أو تأخير في التشخيص
عدم أستخدام الاختبارات المنصوح بها
أستخدام  فحوصات أو أساليب علاج عفا عليها الزمن
عدم التصرف على نتائج الرصد أو الفحص المخبري
أخطاء في المعالجة
خطأ جراحي ، أو إجراء طبي ، أو فحص مخبري
خطأ في أعطاء العلاج
خطأ في الجرعة أو طريقة أستخدام الدواء
تأخيرفي العلاج أو في الاستجابة لنتيجة فحص غير طبيعية
رعاية طبية غير لائقة أو غير منصوح بها
أخطاء وقائية
عدم توفير العلاج الوقائي
عدم كفاية الرصد أو المتابعة من العلاج
أخطاء أخرى
فشل الاتصال
فشل المعدات والأجهزة الطبية
فشل الأنظمة

 
نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97  عام 1420 هـ

مسؤولية القادة الطبيون عن الأخطاء

 كتب (جيمس رنرستين)  مقالا في المجلة الطبية البريطانية (British Medical Journal) في شهر مارس الماضي لعام 2000 عن مسؤولية القادة الطبيون عن الأخطاء الطبية.
والمعروف عن الدكتور (رنرستين) أنه مدير عام  تنفيذي (chief executive officer) في ولاية (بوسطن) الأمريكية 
ومما ورد في مقاله :
 بالنظر لتوطن الأخطاء في محيط عملنا الصحي،  فأنه من المدهش لنا كقادة طبيون حينما نتحدث بالقليل والقليل جدا عن الأخطاء الطبية في مستشفياتنا وأثناء أجتماعتنا حتى وأن حدث ذلك وتكلمنا في شأنها فأن حديثنا يتشعب وكأننا نبحث عن أنظمة أو أشخاصا لنلقي عليهم باللوم.
فنحن كقادة طبيون نلوم دوما (الطبيب) الذي أخفق في معرفة تاريخ  حساسية الأدوية لدى المريض ، ونلوم إيضا (الجراح) الذي أخطأ في عدد الغرزات في تفاغرة معوية (bowel anastomosis) فأصبحت التفاغرة تسرب وتنضح بما يصلها ونلوم (الممرضة) التي فشلت في قراءة تركيز دواء الأدرالانين المكتوب على حافضة الدواء.  
لو أن (الطبيب) أعلاه كان لديه قدرة على الوصول إلى ملف المريض آليا وبسرعة لعل ذلك يمنعه من أرتكاب خطأ بوصف دواء معروف أنه يسبب حساسية دوائية له ، وعلينا أن نسأل إيضا هل من قام بجراحة الـتـفاغرة المعوية (جراحا) أمضى قرابة 30 ساعة بدون راحة؟ أو هل أجراها الجراح في جو مشحون ومتوتر بين أختصاصي التخدير و الممرضات داخل غرفة العمليات ؟  وهل أستطاعت (الممرضة) في لحظة الطوارئ الحرجة التفريق بين تركيزي الأدرالانين 1:1000 أو 1:10000
 هذه وغيرها هي أمثلة نموذجية لفشل (الأنظمة) المتبعة وسيرورتها ، فما هي الا أخطاء وجدت طريقا وتسللت إلى هذه الأنظمة وأصبحت جزءا أصيلا منها  ، وعليه وعند حدوث خطأ طبي يجب علينا رصده كقادة طبيون والتعلم منه لمنع حدوثة وتكراره وأن الهدف من بحث جذور الخطأ الطبي ليس لأخفاءه أو حتى لوم من قام به.

ونصح الدكتور (رنرستين) في نهاية مقاله القادة الطبيون بأن عليهم أن يستفيدوا من ما يكتب في المجلات الطبية عن الأخطاء  ، ومما يعرض ويتحدث عنه في أجتماعات الأخطار والوفيات الدورية ، ومما يعرض في الأجتماعات الطبية ومما يعرض إيضا في الجولات الطبية الكبرى ، وأن يكون ديدنهم التركيز على خفض معدلات الأخطاء الطبية و تحسين جودة الأداء وأعادة تصميم الأنظمة لتكون أكثر أمنا.


نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97  عام 1420 هـ
   

مجلس الشيوخ الأمريكي والدكتور لوسان ليب

دعت لجنة فرعـية في مجلس الشيوخ الأمريكي الدكتور (لوسان ليب) وأقسم الدكتور ليب أمام اللجنة أن يكون ناصحا أمينا وأن يتباحث مع اللجنة بما يعزز سلامة المريض.
والدكتور ليب صنف المجال الطبي بأنه الأخطر أذا ما قورن بمجالات مهنية أخرى كالطيران ووصف من يعمل في مجال الطب وحتى المرضى أنهم كمن يتسلق الجبال والهضاب الوعرة.
في عام 1996 أنتقل الدكتور (ليب) إلى هارفارد ليلقي فيها دروس ومحاضرات في كلية الصحة العامة وقبلها كان (جراحا) للأطفال في مستشفى بوسطن للأطفال لسنوات طويلة.
والدكتور (ليب) من أوائل الأطباء الأمريكان من كتب عن الأخطاء الطبية ومقالاته مشهورة وخصوصا في JAMA فيما بين الأعوام  1994-1998 ويعمل حاليا مستشارا لعدة جهات في شئون الصحة العامة بما فيها منظمة الصحة العالمية
من أقوال ليب  "أن من أعظم  درجات الأحباط هو أن لا يستطيع النظام الصحي التعلم من أخطاءه ، فنراها تكرر نفسها في كل حين"

نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97 في عام 1419

خطط لتدبيرالـمُهـددات الكامنة والمباشرة والتي قد تؤدي الى حدوث أخطاء



المصدر : المجلة الطبية البريطانية 
(British Medical Journal) عام 2000 
 عنوان المقال -- في تدبير الخطأ : دروس من الطيران 
  للدكتور روبرت هلمرخ
نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97  عام 1420 هـ

لماذا حوادث الطيران في أمريكا قليلة


كتب الدكتور (روبرت هلمرخ) وهو طبيب متخصص للأمراض النفسية في ولاية تكساس في المجلة الطبية البريطانية في عدد سابق هذا العام 2000  مقالا بعنوان "في تدبير الخطأ : دروس من الطيران" ذكر فيه بأن كلا من الأطباء والطيارين يعملان في بيئة معقدة نسبيا تحكمها تقنيات مستجدة لا تقل تعقيدا وأن المخاطر التي تنشأ في هكذا بيئة هي بطبيعة الحال متفاوتة فقد تكون منخفضة نسبيا أو عالية جدا.
أن حوادث الطيران المأسوية هي دوما ظاهرة للعيان وتحرك الرأي العام وتترك خلفها خسارة كبيرة وفادحة في الأرواح  وهذا بدوره يكون عامل ضغط  قوي على دوائر الطيران لأجراء تحقيقات مضنية ومتوسعة للوقوف وراء السبب الحقيقي  خلف كل حادثة  ومن ثم توثيقه و تداوله  ونشره بين أدرات سلامة الطيران العالمية ، في حين أن الأخطاء الطبية تحدث لأفراد معزولين ولا يحدث عنها في الغالب ردات فعل جماهيرية موسعة كالتي نراها في حوادث الطيران  وختم روبرت مقاله بأن الأخطاء الطبية لا مناص منها وأن إيجاد قواعد بيانات تـتـناول الأخطاء الطبية يجعل من السهل وضع طرق علمية ومنهجية للتخفيف من تواترها وحدتّها.
نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97  عام 1420 هـ


 

الأكفان والأغصان


A doctor can bury his mistakes 
but an architect can only 
advise his client to plant vines

الطبيب يستطيع أن يدفن أخطاءه في الأكفان 
أما المعماري فليس له الا سياج من الأغصان 
       (عرب الحكمة أعلاه الدكتور محسن العطوي)


هذا قول مشهور للمعماري الأمريكي الشهير (فرانك رايت) وضعت لقوله مقابل عربي له على النحو أعلاه وأرجو أن أكون وفقت والمعنى الذي قصده (فرانك) واضح في أن أخطاء وعيوب تصميم المعماري بارزة وواضحة تراها كل عين ناظرة وليس بالأمكان أخفائها إلا بزراعة الأشجار أو وضع السواتر التي قد تحجب الرؤية لبعض الوقت   
بخلاف خطأ الطبيب والذي يدفنه تحت الأرض فلا تبصره الأعين.
(فرانك) نال شهرة عظيمة كمعماري محترف قام بتصميم أكثر من ألف طراز معماري بعضها مشهور ومعلوم كما قام بتصاميم داخلية لأكثر من 500 من المعالم العالمية المشهورة

نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97  عام 1420 هـ

التنسيق الطبي وسلامة المريض

ذكر لي طبيب عربي أنه عندما كان فلوا (فلو-كلمة عربية دخلت الأنجليزية وتعني المهر الذي يتبع أمه أو الجياد التي أكبر منه سنا) في أمريكا الشمالية وصلت وحدته في ساعات الصباح الأولى من يوم سبت بارد معلومات تفيد أن مولودا - خديجا- وضعته أمه الكندية على التو في أحدى الغابات والتي تبعد حوالي 700 كيلومترا عن مستشفاهم ، وأن الطفل الخديج تم نقله الى مستشفى محلي وتلقى الأسعافات الأولية اللازمة هناك
يقول وعلى الفور تحركنا بطائرة أخلاء طبي فيها كل ما نحتاج وأحضرنا الخديج من المستشفى الصغير إلى وحدتنا العتيدة ولم يستغرق ذهابنا وإيابنا سوى بضع ساعات.
أقول-أنا- ومن تجارب شخصية قد يستغرق نقل طفل مريض داخل "عاصمة الطب" الرياض بين منشئتين طبيتين لا يفصل بينهما إلا 10 من الكليومترات ساعات طويلة وربما أياما او أسابيع يستهلك فيها الكثير من الوقت والجهد والورق وتواقيع أصحاب الصلاحية وقد يتوفى المريض أو تحدث له مضاعفات أثناء الأنتظار.
فانظر وتبصر كيف نظامهم الصحي وكيف نظامنا في حين أن 25 % من أطبائنا هم من أتيحت لهم فرصة دراسة الطب في بلاد أجنبية (الأمريكيتان ، بريطانيا ، أستراليا) ولماذا فشل هؤلاء والكثير منهم يتولون مناصب تنفيذية في جهاتهم حتى من تحسين جودة الخدمة الطبية المقدمة أم أن الخلل في نظامنا الصحي عام وشامل ومتجذر ومزمن لا يرجئ برءه.     
نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97  عام 1419 هـ الموافق 1998
  

وحدة الأعتماد العالية (High Dependency Unit)

تعتبر وحدة الأعتماد العالية  (High Dependency Unit) من وحدات المستشفى المهمة وهي لا تقل شأنا أن لم تزد عن وحدة العناية المشددة (Intensive Care Unit).
الحاجة أم الأختراع:
الى عهد قريب في الطب لم تكن هناك وحدات بهذا المسمى وأنما جرت العادة ان يتلقى المريض الرعاية الطبية والجراحية الأساسية في الأجنحة حتى اذا ما تدهورت حالته الصحية نقل إلى مستوى أعلى من الرعاية الطبية الا  وهي وحدة العناية المشددة غير أن الطلب المتزايد على اسرة العناية المشددة جعل من الأطباء يفكرون بأنشاء وحدة يكون مستوى الرعاية فيها وسطا فهو أعلى من الرعاية الأساسية واقل من الرعاية المشددة وهكذا ولدت وحدة الأعتماد العالية وبالرغم من وجود هكذا خدمة من سنوات في أمريكا وكندا واستراليا والعديد من الدول التي تتميز بتقدم الطب فيها الا أننا في مملكتنا الغالية لا نجد اثرا لمثل هذا النوع من الوحدات. 
وتقع  مهمة ووظائف وحدة الأعتماد العالية  (High Dependency Unit) كما أسلفت بين وظيفة الجناح الطبية الأساسية وبين وظيفة وحدة العناية المشددة فالمريض في وحدة الأعتماد العالية أما أن يعاد للجناح بعد تلقيه المساعدة وأستقرار حالته الصحية او يدفع به لمستوى خدمة طبية أعلى (أي تنويمه في العناية المشددة)

 الفوائد الجمة لهذه الوحدات :
كثيرة هي الدراسات التي تناولت الفوائد الجمة المرجوة لمثل هذه الوحدات وأن لا غنى لأي مستشفى عنها بل ان بعض الدراسات أوصت بأن توضع على رأس الأولويات لكل مستشفى جديدا أم قديما.ولقد بينت الدراسات التي تمت في الخمس سنوات الماضية (1999-1994) وبشكل واضح أن وحدات الأعتماد العالية أدت الى النتائج التالية :
* أنخفاض نسبة (الوفيات) بنسبة 25 بالمائة
* أنخفاض حالات (توقف القلب-التفس) بنسبة  40
طبعا في المستشفيات التي أستحدثت فيها وحدات الأعتماد العالية سواء كانت الوحدات تلك طبية أو جراحية.

التكلفة :
 أن تكلفة تشغيل وحدة الأعتماد العالية هي حوالي نصف تكلفة تشغيل وحدة العناية المشددة أذا ما قورنت التكلفة (سرير-مقابل- سرير) وهذا ما ذهب إليه الدكتور سنقر وآخرون في مقالة نشرت قبل 5 سنوات في مجلة (الرعاية الطبية المشددة) عدد 20 لعام 1994.
مواصفات وشروط  وحدة الأعتماد العالية:
لوحدة الأعتماد العالية  (High Dependency Unit) شروط ومواصفات يجب توفرها وقد أسهبت في وصفها كتبا الفت في شأنها ومقالات نفيسة كتبت عنها ولعل أبرز مواصفاتها هي مكانها وأدارتها وطاقمها الطبي -التمريضي :
1-مكان الوحدة :
* أن تكون قريبة بقدر الأمكان من وحدة العناية المشددة
* أن يكون الرواق الموصل بينهما لا يقل عرضه عن 3 متر
* أن يتوفر بالقرب منها وحدات للفحص المستعجل وصيدلية

2-أدارة  شئون الوحدة :
* أن يتولى أدارتها طبيبا يحمل شهادة عالية (ما بعد الدكتوراه) في طب العناية المشددة او التخدير
* أن يتواجد فيها وعلى مدار 24 ساعة طبيبان أحدهما أختصاصي متمرس في طب العناية المشددة يساعده طبيب آخر لديه الخبرة والتدريب الكافي للتعامل مع حالات الوحدة
* أن يكون عدد التمريض بنسبة  (ممرضة واحدة لكل مريضين).
* أن يتوفر فيها جميع الأجهزة التي تتطلبها حاجة المرضى فيها


نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97 ---- عام 1420 هجرية ----1999 ميلادية