بوسطن غلوب والذكرى المؤلمة



الصحفية الأمريكية في صحيفة (بوسطن غلوب) بتسي لهمان ذات الـ 38 ربيعا وهي أم لطفلين وتتولى تحرير عمود صحفي يعنى بمواضيع الصحة منذ عام 1980 ، شُخصت السيدة لهمان عام 1996 بداء سرطان الثدي وتبين للأطباء في مركز (دانا فاربر) للسرطان أن الداء منتشر في بقية أعضاء جسمها وخصوصا الرئتين وعليه فقد أخضعت لهمان للعلاج الكيماوي المكثف وأستعمال علاج واعد  أسمه (سايتوكسان) وكان في نفس الجناح سيدة أخرى شابة كانت هي إيضا تعاني تقريبا من نفس حالة سرطان الثدي وكان منتشرا إيضا بجسدها ولقد نشأت صداقة بين المريضتين غير أن المريضة ماتت في اليوم الثالث من تلقي العلاج بهذا العقار وأخذت لهمان تتسأل عن سبب موت صديقتها المفاجيء والسريع غير أن لا أحد من الأطباء أستطاع أن يجيب على أسئلة السيدة لهمان مما حدى بزوج لهمان بسؤال احد أطباء الأورام في مستشفى آخر فرد عليه بأن السبب المحتمل هو فشل القلب الحاد بسبب (سايتوكسان) وأكد له أن ذلك يحدث فقط في حيوانات التجارب وليس في الأنسان لأن الجرعات التي تعطى للمرضى البشر "محسوبة" وأرتكازا على هذه المعلومات الهامة طلب زوج لهمان من أطباء مركز (دانا فاربر) المشرفين على زوجته أن يجرى لها تخطيط للقلب للأطمئنان وللوقوف على حالتة قلبها ولقد بين تخطيط القلب أن قلب زوجته أصابه الضرر لكن الأطباء أكدوا للسيدة لهمان وزوجها بأن هذه التغيرات في تخطيط القلب ليست خطيرة بل مألوفة أثناء العلاج وستزول سريعا بعد أتمام العلاج وكان ذلك في اليوم الثالث من خطة العلاج ، وبعد أن تلقت السيدة لهمان جرعة اليوم الرابع وبعد أن غادرتها الممرضات للسماح لها بالراحة شعرت لهمان بشعور غريب فأتصلت على الفور بالمنزل لكنها لم تجد زوجها فتركت له رسالة صوتية بصوت ضعيف ومتقطع "انا بيتسي . أرجوك تعال بسرعة ، أشعر بخوف شديد ، أنا قلقة جدا ، لا أشعر أني بخير .... أرجوك ساعدني"

هرع الزوج للمركز ودخل غرفة زوجته ليجد الأطباء حول سريرها وهم جميعا في صمت مطبق ووجوم كبير ... نعم لقد ماتت بيتسي"   

بينّت التحقيقات أن كلتا المريضتان تم حقنهما بجرعات عالية جدا من مضاد السرطان (سايتوكسان) وهو علاج قوي ضد أنواع كثيرة من السرطان وجرعته الأعتيادية حوالي 1000 ملجرام لأربعة أو خمسة أيام متتالية غير أن السيدتان تم حقن كل واحدة منهما بجرعة مقدارها 6000 (ستة ألآلاف) ملجرام يوميا مما تسبب بفشل حاد في القلب ومن ثم وفاتهما.
أما ستيفن سالان كبير الأطباء في مركز (دانا فاربر) للسرطان فأعرب عن أسفه وحزنه الشديد على حدوث مثل هذا الخطأ الجسيم والذي لايليق بسمعة المركز كواحد من أنجح 3 مراكز طبية متخصصة لعلاج السرطان في الولايات الأمريكية ووعد بمراجعات دقيقة وشاملة لأداء المركز والعاملين فيه.

نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض عام 1419 هجرية