التنسيق الطبي وسلامة المريض

ذكر لي طبيب عربي أنه عندما كان فلوا (فلو-كلمة عربية دخلت الأنجليزية وتعني المهر الذي يتبع أمه أو الجياد التي أكبر منه سنا) في أمريكا الشمالية وصلت وحدته في ساعات الصباح الأولى من يوم سبت بارد معلومات تفيد أن مولودا - خديجا- وضعته أمه الكندية على التو في أحدى الغابات والتي تبعد حوالي 700 كيلومترا عن مستشفاهم ، وأن الطفل الخديج تم نقله الى مستشفى محلي وتلقى الأسعافات الأولية اللازمة هناك
يقول وعلى الفور تحركنا بطائرة أخلاء طبي فيها كل ما نحتاج وأحضرنا الخديج من المستشفى الصغير إلى وحدتنا العتيدة ولم يستغرق ذهابنا وإيابنا سوى بضع ساعات.
أقول-أنا- ومن تجارب شخصية قد يستغرق نقل طفل مريض داخل "عاصمة الطب" الرياض بين منشئتين طبيتين لا يفصل بينهما إلا 10 من الكليومترات ساعات طويلة وربما أياما او أسابيع يستهلك فيها الكثير من الوقت والجهد والورق وتواقيع أصحاب الصلاحية وقد يتوفى المريض أو تحدث له مضاعفات أثناء الأنتظار.
فانظر وتبصر كيف نظامهم الصحي وكيف نظامنا في حين أن 25 % من أطبائنا هم من أتيحت لهم فرصة دراسة الطب في بلاد أجنبية (الأمريكيتان ، بريطانيا ، أستراليا) ولماذا فشل هؤلاء والكثير منهم يتولون مناصب تنفيذية في جهاتهم حتى من تحسين جودة الخدمة الطبية المقدمة أم أن الخلل في نظامنا الصحي عام وشامل ومتجذر ومزمن لا يرجئ برءه.     
نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97  عام 1419 هـ الموافق 1998