العين العمياء

رواية للأمريكي (جيمس ستيوارت) أطلقها العام الماضي 1999 وحـقـقت مبيعات ممتازة.
والرواية تدور حول طبيب  أسمه (ميتشيل سونقو) وهو طبيب "أشـقـر" وعلى درجة عالية من الوسامة والجاذبية ولا تتردد أي منشأة صحية بالـقـبول به وهو بحسب الرواية "هدية من السماء".
درس الدكتور (ميتشيل) في كلية الطب بجامعة ولاية أوهايو (Ohio State University) ذات السمعة العريقة  
وكان يجد طريقه إلى مستشفى الجامعة بحكم طبيعته كطالب طب فكان يدخل إلى غرفة المريض بهدف أخذ معلومات والفحص وما أن يغادر الغرفة حتى تجد الممرضة أن المريض قد فارق الحياة ، تكرر ذلك كثيرا حتى أن زميل له قال له ذات يوم "عما قريب سيمنحونك رخصة مضاعفة للقتل ".
وبالفعل تخرج (ميتشيل) ليقضى فترة الأمتياز (Internship) في ذات المستشفى.
 لاحظت ممرضة ذات ليلة دخول الدكتور (ميتشيل) وهو يحمل أبرة في يده لغرفة أحد المرضى وثم خروجه مسرعا منها وعندما دخلتها لتـتـفـقـد مريضها وجدته ميتا ، لقد تكرر الفعل من طبيب الأمتياز الدكتور (ميتشيل) لأكثر من مرة .
وبعد أن قضى سنة الأمتياز وفيها قضى على عدد لابأس به من المرضى وبحسب الرواية ، أنتقـل الدكتور (ميتشيل) إلى جنوب داكوتا (Dakota) لينخرط في برنامج أقامة (Residency) في الطب الباطني وأستمر الدكتور (ميتشيل) بقـتل مرضاه عن طريق الحقن وبالرغم من توافر الشكوك الكبيرة وشبه الجازمة حول سلوك الطبيب المقيم (ميتشيل) وأنه يتعمد قـتل بعض مرضاه بحقنهم الا أن "أدارة" المستـشفى قامت بتكذيب هذه الحوادث بل وحتى قامت بتهديد الممرضات والطلب إليهن بالصمت.
وبعد أن أنتهى من برنامج الأقامة أنضم وعلى الفور إلى برنامج  "الأمراض النفسية" (Psy­chiatry) في مدينة نيويورك (New York) وفيها إيضا أستمر الدكتور(ميتشيل) في قتل ما يريد من المرضى ولكن ذات يوم طلب المدير الطبى منه الرحيل بصمت أنما فعل ذلك خوفا من التبعات القانونية والأضرار بسمعة المنشأة فيما لو أحال الدكتور (ميتشيل) إلى التحقيق.
أنتقل الدكتور ميتشيل إلى أفريقيا وبالتحديد إلى زامبيا Zambia وفيها أعتقلته السلطات الزامبية بعد أسابيع بتهمة قتل بعض المرضى وتم تسليمه إلى بلده أمريكا.
تبين للمحققين في أمريكا وبعد دراسة حالته أنه متشبع ومؤمن بأفكار تدعو إلى القتل الجماعي وأنه يمجد (جم جونز) وما قام به وكذلك القادة النازيون كما عثروا أثناء تفتيش منزله على كمية من المخدرات وصور لحوادث سيارات مميتة .
أوُدع الدكتور (ميتشيل) السجن بتهمة تعاطي "المخدرات" ولم يرد غير ذلك في لائحة الأتهام.

ما يستفاد من الرواية (بحسب كاتب هذه السطور):

- أستعمل ستيورات كلمة (عين) وليس (عيون) وفي ذلك كناية عن الأفراد وعدم التعميم  ، فليست كل المنشئأت الصحية عمياء

- أن تركيز الروائي (ستيوارت) على الصفات (البدنية) لبطل روايته و أنه على درجة عالية من الوسامة  والصفات (النفسية) بكونه محبوب ولطيف ومهذب للغاية  وأنه "هبة من السماء" كل ذلك ساعد كثيرا في أخفاء (الأخطاء القاتلة) التي أرتكبها بطل الرواية ، فعين الرضى عن كل عيب كليلة
    
- ذكر الروائي (ستيوارث) أن بطل روايته "أشقر" اللون وكأني أستخلص من ذلك أنه يريد التأصيل أي أنه يتحدث عن "أمريكي أصلي" ولو أختار لون آخر لذهب القارئ أن البطل قد يكون وافدا أو ولد لأسرة مهاجرة لديها ثقافتها ومعتقداتها والتي لم تتغير ، أجد في ذلك كناية واضحة للنظام الصحي  الأمريكي "الأشقر"
 
- أن الأطباء في نهاية المطاف (بشر) والبعض لديه معتقدات 
         وسلوكيات قد تؤذي أوتسبب في وفيات المرضى وهذا بدا 
        واضحا بالتأثير بافكار "القتل الجماعي".

- فشل (النظام) الطبي التعليمي الأمريكى في كشفه وحرص 
       المسؤلين على "السمعة" حتى لو أدى ذلك إلى فقد الأرواح

- أختيار (زامبيا) ليس عبثا ، لقد أستطاعت السلطات فيها من 
        كشف ممارسات الدكتور (ميتشيل) بعد أسابيع قليلة من 
       وصوله إليها بينما فشلت (أمريكا) ولسنوات طويله من كشفه وتقديمه للعدالة

يأتي نشر هذه الرواية المخيفة والمرعبة وذالت الدلالات العميقة في الوقت الذي يعيش فيه الطب الأمريكي أسوأ مراحل عدم الثقة بسبب تواتر الأخبار عن الأخطاء الطبية الجسيمة والتي تفوق الخيال         
 
نشرت هذه المادة في موقع سلامة المريض 97  عام 1420 هـ