
لاشك أن براعة (ميزي) هي التي دفعت بشركة المشافي الأمريكية (HCA) الى تحقيق نجاحات كبيرة وتمكنت الشركة من جذب عقود بناء وتشغيل المستشفيات وكان ديدن (ميزي) قوله أن المستشفيات الجيّدة ستجذب مستثمرين جيّدين وشعاره (الجوّدة تجذب الجوّدة) وبحلول عام 1970 كانت الشركة قد أستحوذت وبنت حوالي 10 من كبريات المستشفيات في أمريكا وفي عام 1971 أصبحت الشركة أكبر الشركات الأمريكية على الأطلاق في مجال بناء وتشغيل المستشفيات في العالم وعليه فليس غريبا أن تستحوذ الشركة على عقد أنشاء وتشغيل "المستشفى الأتوماتيكي" في العاصمة الرياض والذي وضع حجر الأساس له جلالة الملك فيصل آل سعود رحمه الله في يوم الأربعاء 13 رمضان 1390 هجرية الموافق 11 نوفمبر 1970 ولتبدأ الشركة في بناء "المستشفى الأتوماتيكي" ومن ثم تشغيله بعقد أمتد 10 سنوات.
وتزامنا مع البناء عينت الشركة للـ"المستشفى الأتوماتيكي" مديرا تنفيذيا هو الدكتور جون فراير والذي أستطاع وبجدارة وبمساعدة طاقم أداري وطبي قارب 1500 فردا من تخطي كل الصعوبات والتحديات التي واجهها في بيئة المستشفى الجديد والتي هي مغايرة تماما لما أعتاد عليه في بلده الأم أمريكا حيث تبين لفراير أن عادات المملكة وتقالديها تمنع دمج المرضى من الرجال والنساء في غرفة واحدة فكان عليه أن يعود للشركة ويتم تعديل مخططات البناء لتكون غرف التنويم مفردة ومستقلة حتى ولو كانت صغيرة المساحة.
أن فلسفة شركة المشافي الأمريكية (HCA) تقوم على مفهوم بسيط وفعّال من خلال وضع أنظمة أدارية و تشغيلية ممتازة ومن ثم تسليمها وهي في وضع "جاهز للأقلاع الآمن" الى قيادات أدارية محلية فهي بذلك تظمن جودة المخرجات بغض النظر عن من يتولى مقود الأدارة أي أن الجودة ومخرجاتها لا تتأثر بشكل كبير بكفاءة أو أخفاقات الطاقم الأداري المحلي.
المستشفى الأتوماتيكي وألتباس التسمية:
نشرت جريدة الرياض في عددها 1671 الصادر يوم الأثنين 11 رمضان 1390 هجرية و الموافق 9 نوفمبر 1970 خبرا على صفحتها الأولى مفاده : "الفيصل يضع بعد غد حجر الأساس للمستشفى الأتوماتيكي بالرياض"
يعتقد صاحب هذه المدونة أن أسم المستشفى حصل فيه ألتباس حيث ورد أسمه ترجمة لـ Automatic Hospital أي "المستشفى الأتوماتيكي" بينما المقصود هو Automated Hospital أي "المستشفى المأتمم" والذي سمي لاحقا بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.
نشرت هذه المادة في مدونة سلامة المريض 97 في عام 1419 الموافق 1999